منتديات ثانوية الشيخ محمد بن عبدالوهاب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ثانوية الشيخ محمد بن عبدالوهاب

اهلا وسهلا بكم اعضائنا الكرام بمنتديات ثانويه الشيخ محمد بن عبدالوهاب.. اللمراسله على الايميل الاداره ... thmooory_ksa@hotmail.com

    مسلسل بعنوان (يوم على الشاطئ)

    الوسيط
    الوسيط


    المساهمات : 55
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009

    مسلسل بعنوان (يوم على الشاطئ) Empty مسلسل بعنوان (يوم على الشاطئ)

    مُساهمة  الوسيط 2009-06-10, 8:05 am

    [size=12]منذ وقت ليس ببعيد, مررت بواحدة من تلك الفترات الكئيبة التي يواجهها الكثير منا
    من وقت لآخر،كنت كل يوم أطبق على أسناني وأتمتم(سيعود للحياة اليوم بعض
    من معانيهاالسابقة,يجب عليك أن تخترق تلك الكآبة,يجب عليك ذلك)
    ولكن الأيام العقيمة امتدت وازداد الركود سوءاً,وجاء الوقت الذي أيقنت فيه
    أنني كنت محتاجاً للمساعدة وكان الشخص الذي لجأت اليه (بعدالله)طبيباً
    فقلت له في خزي أنا لا أعرف مابي ولكن يبدو أنني وصلت إلى نهاية طريق مسدود
    فهل تستطيع مساعدتي؟
    فقال ببطء:لاأعرف وشبك أصابعه وحملق فيّ مفكراً ثم سألني على نحو غير متوقع:
    أين كنت تجد أسعد لحظاتك,وأنت طفل؟
    فكرت وأنا طفل؟ وأكملت مجيبأعلى الطبيب كنت أجد السعادة على الشاطئ عند كوخنا الذي اشتراه والدي كنا جميعاً نحبه
    فأطل الطبيب من النافذة, وشاهد أوراق الخريف وهي تتساقط ثم سألني:هل أنت قادر على
    اتباع التعليمات ليوم واحد؟ قلت وأنا على استعداد لتجريب أي شئ يخلصني مما أنا فيه أعتقد ذلك
    قال لي حسناً, إليك ما أريدك أن تفعله..فأخبرني أن أقود سيارتي إلى الشاطئ وحدي ,على
    أن أصل في تلك البقعة المحببة الى نفسي قبل أن تتجاوز الساعة التاسعة وأنه يمكنني أن آخذ معي
    شيئاً للغداء ونبهني أن لا أنشغل بجهاز أو قراءة فقط تجلس على أنفراد مع نفسك ,وقال سوف أصف
    لك دواءً تتعاطاه كل ثلاث ساعات....أنتزع الطبيب أربع ورقات فارغة معدة لكتابة الأدوية, وكتب على
    كل منها كلمات بسيطة وطواها,ورقمها وسلمها لي , ثم قال:خذها في الساعة التاسعة صباحاً,
    والثانية عشر ظهراً,والثالثةعصراً والسادسة مساءً, فسألته: هل أنت جاد؟
    فأطلق ضحكة قصيرة لن تظن أنني أمزح عندما تتلقى فاتورة حسابي!
    وبقليل من الأقتناع قدت سيارتي إلى الشاطئ في صباح اليوم التالي,وقد كان خالياً تماماً
    وكانت الريح تهب شمالية شرقية وبدا البحر كئيباً وغاضباً ترجلت من سيارتي حافي القدمين
    أبصرت كوخنا في أسفل الرملة على ألأرض منبسطاً مساوياً للشاطئ إلا أنه بدأ مهجوراً خربا
    قد عبثت به السنين ,قادتني خطواتي إلى باب الكوخ دفعته برفق إلا أنه أصدر صرير تردد في الفضاء
    أنتصبت واقفاً على قدمي أمام مدخل الكوخ بدا من الداخل كالشيخ الهرم تجولت داخل الكوخ هنا لعبت
    مع أخي الذي فقدته من سنتين فتحت الباب الموصل للحوض الزراعي من الجهة الثانية لمدخل الكوخ
    أخذت الإبريق الذي قد تآكل من أطرافه وسقيت به حطام الزرع كما كانت تفعل أمي بعد رجوعنا من رحلة
    الصيد مساءً ثم رتبت كراسي الحديقة يالله...يالله! بدأ الكوخ وكأن الحياة قد دبت فيه,ياسبحان الله
    ماعلاقة البيوت بساكنيها وكأنها تقاسمني حديث الذكريات عادت للكوخ روح الشباب كما عاد لي
    روح الطفولة وبدأ الكوخ يشاهد معي لحظات الفرح التي مرت بنا, هنا علقنا الفوانيس حين
    أنطفأ الماطور وهنا كانت حفلة خطوبة أختي ووضعنا الشواء على المصطبة خارج الكوخ لتكن
    مقابلة للبحر وهنا.....و..؟ آآه آه أيام جميلة ,
    واو يا إلهي الساعة تشير إلى التاسعة صباحاً ؟؟الوصفة ..الطبيب ...خرجت مهرولاً فتحت السيارة
    وبسرعة أخرجت حقيبتي وتناولت الورقة المكتوب عليها رقم واحد فتحت الورقة وكان قد كتب عليها,
    ..........واو آسف أنتهى وقت حلقة اليوم نلقاكم في الحلقة القادمة إن شاء الله,, مع كل حبي
    [/size
    ]
    الوسيط
    الوسيط


    المساهمات : 55
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009

    مسلسل بعنوان (يوم على الشاطئ) Empty رد: مسلسل بعنوان (يوم على الشاطئ)

    مُساهمة  الوسيط 2009-06-13, 6:59 pm

    فتحت الورقة الأولى وكان مكتوب عليها Sadأنصت بعناية) فحملقت في الكلمتين
    وفكرت في نفسي:ياللعجب ,لاشك أن الرجل مجنون! فقد حرم عليّ الأخبار ,والحوارات البشرية,
    فأي شئ آخر أسمع؟!
    رفعت رأسي,وأنصت...لم يكن هناك أي صوت إلا صوت هدير البحر المستمر,وصوت صياح
    أجش لأحد طيور النوارس,وأزيز بعض الطائرات في السماء,وكانت هذه الأصوات كلها مألوفة.
    هبت عصفة من الريح أغلقت معه باب السيارة الذي كان لايزال مفتوحاً محدثة صوت صفعة مفاجأة
    وسألت نفسي :هل يفترض أن أنصت بعناية لأشياء من هذا القبيل؟ هل هذا ما أراده الطبيب؟!
    تسلقت تلاً رملياً ,والقيت نظرة على الشاطئ المهجور ,وفي هذا المكان كان صوت خوار البحر
    عالياً جداً لدرجة أنه غطى على كل الأصوات الأخرى ,إلا أنني فكرت فجأة في أنه لاشك في وجود
    أصوات أدنى من أخرى ,مثل:الصوت الخشن الخفيض للرمال التي يجرفها الهواء ,وهمسات الريح
    الواهنة في أعشاب التل ,يحسها المنصت إذا اقترب بالقدر الكافي لسماعها.
    فأحنيت رأسي لأسفل في اندفاع,وأقحمتها في أجمة من العشب البحري وأنا أشعر بسخافة
    شديدة ,واكتشفت لحظتها اكتشافاً غريب وهو أنك إذا أنصت بتركيز ستشعر بلحظة ضئيلة
    يتوقف فيها كل شئ في حالة انتظار , وفي لحظة السكون تلك تتوقف الأفكار ويستريح.
    رجعت الى السيارة,وانسللت وراء عجلة القيادة مكرراً:أنصت بعناية ! وبينما كنت أنصت ثانية
    للهدير الغامض للبحر, وجدتني أفكر في غضبة عواصفه الشديدة,بيضاء المخالب(ذات الزبد الأبيض)
    ثم أدركت أنني كنت أفكر في أشياء أكبر من نفسي ,وقد وجدت في ذلك ارتياحاً.
    وعلى الرغم من ذلك فقد مر الصباح بطيئاً ,وشعرت بمدى قوة تعودي على الزج بنفسي في
    أي مشكلة ,لدرجة أنني شعرت بالضياع بدون تلك العادة.
    وبحلول الظهر كانت الريح قد جرفت السحب بعيداً عن السماء,وكان للبحر بريق معدني لامع مهيج,
    وفتحت ((ورقة الدواء الثانية)) نكمل في الحلقة القادمة..........
    الوسيط
    الوسيط


    المساهمات : 55
    تاريخ التسجيل : 31/05/2009

    مسلسل بعنوان (يوم على الشاطئ) Empty رد: مسلسل بعنوان (يوم على الشاطئ)

    مُساهمة  الوسيط 2009-06-15, 11:17 am

    ومرة أخرى جلست في السيارة نصف مستمتع ,ونصف ساخط,فقد كان بالورقة بالورقة ثلاث كلمات هذه المرة))حاول الرجوع للخلف))
    للخلف إلى ماذا ؟ من الواضح أنه يقصد إلى الماضي ,ولكن لماذا,
    إذا كانت كل همومي تتعلق بالحاضر والمستقبل؟
    غادرت السيارة ,وبدأت في التسكع بموازاة التل وأنا أفكر ملياً : بعثني
    الطبيب إلى الشاطئ , لأنه مكان للذكريات السعيدة , فربما كان هذا
    هو ما يفترض أن أرجع إليه :ثروة السعادة التي تكمن خلفي نصف منسية.
    فقررت أن أتعامل مع هذه الذكريات الغامضة غير الواضحة كما كان
    سيفعل الرسام ، فأنمق الألوان ،وأوضح الحدود الفاصلة , وأختار أحداثاً
    محددة وأسترجع كافة التفاصيل التي أستطيع استرجاعها ,وسأتخيل الناس
    كاملين بملابسهم وإيماءاتهم ,وسأنصت (بعناية) لنغمة أصواتهم الدقيقة
    ولصدى ضحكاتهم.
    كان المد ينحسر الآن , ولكن الأمواج المتكسرة على الشاطئ لم يزل
    دويها يسمع ,وهكذا اخترت أن أرجع عشرين سنة إلى آخر رحلة صيد
    أسماك قمت بها معى أخي الذي فقدته ولكني وجدت أنني إذا أغمضت
    عيني وحاولت مجتهداً ,فسوف أراه في حيويته المدهشة ,بل وسأرى المرح
    واللهفة في عينيه . في الواقع لقد رأيت الرحلة كلها :جانب الشاطئ المعقوف,عاجي اللون حيث كنا نصطاد ,والجانب الشرقي من السماء
    الذي كانت تكسوه أشعة شروق الشمس ,والأمواج الطويلة الهائلة التي كانت تحمل الزبد الى الشاطئ في جلال وبط ء,وشعرت بالماء المرتد من الشاطئ ,وهو يضع دومات دافئة حول ركبتي ,
    ورأيت التقوس المفاجئ في صنارة أخي ,عندما تعلقت بها سمكة
    وسمعت صرخته المبتهجة ,وشيئاً فشيئاً استرجعت الصورة كلها واضحة
    وغير متغيرة من وراء أفق طلاء الزمن الشفاف ثم تلاشت.
    جلست بعد ذلك منتصباً في بط ء , وقلت في نفسي :حاول الرجوع للخلف
    لقد كان الناس السعداء عادةً اناساً مقتنعين من أنفسهم ثم أليس من المحتمل
    تفجر ومضات خافتة من الطاقة وينابيع صغيرة من القوة إذا أنت رجعت
    الى الماضي متعمداً ولامست السعادة؟ .....ومرت تلك الفترة من اليوم بسرعة أكبر , وبينما بدأت الشمس انحدارها الطويل نزولاً مع السماء ,كان عقلي يجوب الماضي في توق شديد معيداً معايشة بعض أجزائه ,وكاشفاً الأغطية عن أجزاء أخرى كانت قد نسيت تماماً فتذكرت أحداثاً عبر كل السنين , وعلمت من وهج الدفء المفاجىء , أن المعروف لايتبدد,ولايضيع تماماً أبداً.
    بحلول الساعة الثالثة كان المد قد انحسر , ولم يكن صوت الموج إلا همساً متناغماً كصوت تنفس جبار,مكثت في مأواي الرملي شاعراً بالاسترخاء والقناعة ,وبقليل من الرضا الذاتي ,قائلاً في نفسي :لقد كان تناول الأدوية التي وصفها الطبيب سهلاً .
    ولكنني لم أكن متهيئاً للوصفة الثالثة ,فهذه المرة لم تكن الكلمات الثلاث اقتراحاً لطيفاً ,بل أخذت شكل الأمر أكثر
    كانت الكلمات (أعد دراسة دوافعك) كان أول ردود أفعالي دفاعياً خالصاً , فقلت لنفسي :لايوجد مايعيب في دوافعي ,فأنا أريد أن أكون ناجحاً ,ومن ذا الذي لايريد ؟ أريد أن أحظى بقدر معين من التقدير ,ولكن كل الناس كذلك ! وأريد أماناً أكثر مما أحظى به ,ولم لا؟
    وقال صوت خفيض في مكان مابداخل عقلي :ربما لاتكون هذه الدوافع بالجودة الكافية ؟قبضت قبضة من الرمال وتركتها تنساب من بين أصابعي هائماً في الماضي ,عندما كان عملي ينجح إلا أنه كان عمل غير مرسوم كان ميتاً ؟ لأنني كنت دائماً أنظر وراء الوظيفة نفسها إلى المكافآت التي تمنيت أن تجلبها لي ,لم يعد العمل غاية في حد ذاته ,بل أصبح وسيلة للحصول على المال ودفع الفواتير وضاع الشعور بتقديم شئ بمساعدة الناس بتقديم إسهام,ضاع في محاولة مسعورة للتعلق بالأمان , حتى مشروع زواجي كان لأجل الأمان ,ياترى هل زواجها مني كان لنفس الغرض.
    وفي لمحة من اليقين أدركت أنه إذا كانت دوافع المرء خاطئه ,فلا يمكن أن يصح شئ , ولا فرق في ذلك ما إذا كنت ساعي بريد , أو مصفف شعر ,أومندوب مبيعات أو أمّاً ملازمة لبيتها ,أو أبّاً أو أي شئ آخر .
    فطلما تشعر أنك تخدم الآخرين ,فستؤدي عملك بنجاح ,أما عندما تهتم فقط بمساعدة نفسك ,فإنك تؤدي عملك بدرجة أقل ,وهذا قانون لا يلين تماماً كقانون الجاذبية.
    وجلست هناك لمدة طويلة ,وسمعت من بعيد عند حاجز الأمواج خرير تكسر الأمواج ,وقد تغير إلى هدير مكتوم مع عودة المد ,ومن ورائي كانت أشعة الضوء أفقية تقريباً ,ونفد وقتي على الشاطئ ,وانتابني شعور بالإعجاب الغابط بالدكتور ,وبالأدوية التي ابتكرها بمهارة ,وعفوية شديدتين ,وأدركت الآن أن تلك ألأدوية بها تسلسلاً علاجياً , قد يكون ذا قيمة كبيرة لأي إنسان يواجه أي عقبة .
    (أنصت بعناية):لتهدئ العقل المهتاج ,وتبطئه ,ولتحول التركيز عن المشاكل الداخلية إلى الأشياء الخارجية
    (حاول الرجوع للخلف):بما أن العقل البشري لايستطيع التفكير في فكرتين في وقت واحد ,فإنك تمحو قلق الحاضر عندما تلامس سعادة الماضي
    (أعد دراسة دوافعك ): وكان هذا هو جوهر العلاج الصعب ,كان هذا تحدياً في إعادة التقييم ,في محازاة دوافع المرء مع قدراته وضميره.ولكن القيام بذلك يتطلب أن يكون العقل صافياً, ومتفخاً, ومن هنا تظهر فائدة ساعات الهدوء الست التي سبقت ذلك .
    كان الجانب الغربي من السماء كلهيب قرمزي عندما أخرجت آخر قصاصة ورقية ....نكمل أحبتي في الحلقة القادمة.سلام[/align]

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-10-06, 8:23 pm